مهام اللجان الشبابية بعد انتصار الثورة
د. عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
ذكرنا في المقال السابق أنه بعد توقيع الاتفاق ما بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير علينا كسودانيين الانطلاق للمهام التنموية، وتيسير وتسيير أمور الناس المعاشية. وأوضحنا في ذلك المقال أن المهام الرئيسة للمجلس السيادي ومجلس الوزراء الإنتقالي تشمل تكثيف الاتصالات مع كل من السعودية والامارات لضمان انسياب المواد البترولية والقمح لستة أشهر قادمة على الأقل، وتكثيف الاتصالات كذلك مع الإدارة الأمريكية لرفع اسم السودان نهائياً من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لأن هذا يتيح للسودان إستعادة حقوقه المالية وفق اتفاقية كوتونو، كما يتيح له الاستفادة من قروض البنك الدولي التنموية في إطار إعادة هيكلة الاقتصاد السوداني، مع إمكانية الاستفادة من مبادرة إعفاء الدول المثقلة بالديون HIPCS بشطب الديون على السودان كلياً وقد تجاوزت جملتها 50 مليار دولار، كما يتيح له الحصول على عضوية منظمة التجارة العالمية، وما تحققه العضوية من فوائد كثيرة للاقتصاد السوداني.
في هذا المقال نقول أنه على مستوى تيسير وتسيير الحياة لعامة المواطنين فإن اللجان الشبابية وبنفس روح الثورة يمكن أن تلعب دوراً رئيساً. إن المرحلة المقبلة تتطلب التعاون الوثيق ما بين الشباب الثوري والأجهزة الإدارية في المحليات والشرطة وإدارات الكهرباء والمياه والنظافة. خلال الأيام الفائتة أثبت العاملون بالشرطة وبالمرافق الرئيسة في الكهرباء والمياه والضباط الاداريون بالمحليات أنهم لا يقلون وطنية وثورية عن الآخرين، وعلى الرغم من الاعتداءات الجسدية واللفظية التي وقعت على بعضهم فإنهم استمروا في العمل، لكي لا تتوقف الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين. ولهذا من واجب الشباب الثوري مساعدتهم على أداء مهامهم.
على الشباب الثوري تكوين ثلاثة لجان على مستوى الوحدات الإدارية: الأولى هي اللجنة الأمنية، وهذه تعمل على نحو وثيق مع الشرطة لضبط التفلتات، والإبلاغ عن الظواهر المريبة، وأماكن إقامات الأجانب في الأحياء السكنية. والثانية هي لجنة الخدمات، حيث تعمل على مراقبة ومتابعة خدمات الكهرباء والمياه والنظافة في الحي، تراقب وتتابع الأداء، وتبلغ عن الخلل، ويمكنها أن تدخل تدريجياً لإدارة مرفق النظافة عن طريق جمعية تعاونية تنشأ لهذا الغرض. واللجنة الثالثة هي لجنة التحصيل، التي تراجع مع سلطات المحلية معقولية الرسوم المفروضة على أصحاب الأعمال والمواطنين، ومن بعد ذلك تساعد في التحصيل بإستخدام مبدأ (سدد ما عليك والقرار بيديك)، إن من حق دافع الضرائب مراقبة صرف حصيلة الضرائب، وعليه فإن دافعي الضرائب والرسوم يمكنهم تكليف اللجان الشبابية بالرقابة والمتابعة والتأكد من الصرف. وهذا تطبيق لمبدأ الميزانية الصفرية أو مبدأ بناء الميزانية من أسفل لأعلى، كأحدث أسلوب لبناء الميزانيات على المستوى الدولي.
بإحداث وتشكيل هذه اللجان سوف يشعر عامة المواطنين أن الثورة قد آتت أكلها. والله الموفق.